ابن سيرين فسر حلم رؤيا الشيطان: فهو عدو في الدين والدنيا مكار خداع غير مكترث بشيء وإنما يكون تأويله السلطان ، وربما كان الأهل ومن رأى كأن طائفاً من الشيطان مسه وهو مشتغل بذكر الله تعالى دلت رؤياه على أن له أعداء كثيرة يريدون إهلاكه فلا ينالون منه مرادهم لقوله تعالى { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا } وإن رأى كأن شهاباً ثاقباً يتبع شيطاناً دلت رؤياه على صحة دينه ومن رأى كأن الشيطان خوفه فى دلت رؤياه على إخلاصه في دينه وعلى أمن من خوف هو فيه بدليل قوله تعالى { فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } ومن رأى الشيطان فرحاً مسروراً إشتغل بالشهوات ومن رأى كأن الشيطان نزع لباسه عزل عن ولاية إن كان والياً أو أصيب بضيعة إن كان صاحب ضيعة لقوله تعالى { يا بني أدم لا يفتننكم الشيطان } وإن رأى كأن الشيطان قد مسه فإن له عدواً يقذف إمرأته ويغويها ، وقيل إن هذه الرؤيا تدل على فرج صاحبها من غم أو شفاء من مرض لقوله تعالى { واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان } ومن رأى كأن الشيطان يتبعه ، فإن عدواً يخدعه ويغريه وينقص من عمله وجاهه لقوله تعالى { فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين } ومن رأى كأنه ملك الشياطين فاتبعوه وانقادوا له نالت رياسة وهيبة وقهر أعداء لقوله تعالى { ومن الشياطين من يغوصون له } وإن رأى كأنه قيد الشيطان نال نصرة لقوله { مقرنين في الأصفاد } وإن رأى كأن شيطاناً نزل عليه ارتكب إثماً وافترى كذباً لقول الله تعالى { تنزل على كل أفاك أثيم } وإن رأى كأن يناجي الشيطان فإنه يشاور أعداءه ويظاهرهم في أهل الصلاح فلا يستطيعون لقوله تعالى { إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا } وإن رأى أن الشيطان يعلمه كلاماً فإنه يتكلم بكلام مفتعل أو يكيد الناس أو ينشد كذب الأشعار .