أسباب نزول المصائب على المسلمين ؟؟
لماذا اصابنى هذا ؟! .. لماذا حلت بى هذه المصيبة ؟
.. لماذا تحل بنا المصائب دون غيرنا ؟؟
من المؤكد انك سمعت هذه الأسئلة أكثر من مرة تتردد على مسامعك ..
و لربما كنت أنت السائل ..
و لربما تعجبت غير المسلمين ناعمين بالرخاء
و نكون نحن المسلمون فالمصائب غارقون تعساء ؟!
اسمح لى أن آخذك فى رحلة قصيرة من خلال هذا المقال
للإجابة على ما يدور بذهنك
أنواع المصائب :-
نعم , للمصائب أنواع .. فهناك المصائب العامة ..
و هذه المصائب ما إن حلت بأرض حتى أتت عليها
و اهلكت الأخضر و اليابس بها
و اهلكت أهلها و ديارها و كل ما فيها ..
و هذا النوع يتمثل فى الكوارث الطبيعية كالأعاصير و الزلازل ..
و لكننا لن نتطرق اليها كثيرا فى مقالنا هذا ربما نفرد له مقالا خاصا
فيما بعد
النوع الثانى: من المصائب و هو المصائب الفردية ,
و هذا هو محور حديثنا و اهتمامنا فى هذا المقال ..
و المصائب الفردية قد تصيب الأفراد – فرد أو شخص بعينه –
و قد تصيب الأمم .
مصائب الأفراد :-
قد تحل بالفرد منا ضائقة ..
او أزمة كبيرة او مرض او ما الى ذلك من الصعوبات الدنيوية
التى قد تنغص عليه حياته ,
و فى اغلب الأحيان .. يضعف الإيمان ..
و تنهار عزيمة هذا الشخص امام ما أصابه ..
وي كأن حياته كلها ما هى الا سيل من المصائب
و ما هى الا درب من دروب الجحيم ..
و يأخذ بالصراخ و العويل و التحسر على مصائبه
و التساؤل حول لماذا انا بالذات ؟! ..
لماذا اصابنى ما اصابنى و انا الذى اصلي و اذكى و اصوم واقوم واذكر الله
و لا ارجو الفضل من احد سواه ..
لماذا تصيبني هذه المصائب ؟؟!
اولا دعنى اذكرك اخى الفاضل ,
بأن ليس كل ما يصيب المؤمن من شر هو مصيبة .
. فقد تكون الشرور التى تحسبها انت مصائب
ما هى الا ابتلاءات من عند الله عز و جل
فكما نعلم جميعا أن الله إذا احب عبدا ابتلاه ,
و قد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ..
“ما يُصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم
ولا حزن ولا أذى
ولا غم حتى الشوكة يُشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه “
اولا دعنى اذكرك اخى الفاضل ,
بأن ليس كل ما يصيب المؤمن من شر هو مصيبة ..
فقد تكون الشرور التى تحسبها انت مصائب ما هى الا ابتلاءات
من عند الله عز و جل
فكما نعلم جميعا أن الله إذا احب عبدا ابتلاه ,
و قد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ..
“ما يُصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى
ولا غم حتى الشوكة يُشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه “
فـالابتلاء امتحان من الله عز وجل لعبده ,
يختبر به مدى حبه له و مدى صبره قال تعالى
“أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ”
فالهدف وراء الابتلاء تمييز العبد الصادق المؤمن بحق
من العبد المنافق مزيف الإيمان ,
فلتكن هذه همسة فى أذنك اخى الحبيب
و عليك ان تلجأ الى الله و ان تلوذ بالتقوى
” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
” .. و ان تصبر و ترضي بقضاء الله
و لا تقنط ابدا من رحمته الواسعة و لا تيأس
” إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ” ..
و قال تعالى
” وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ
وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ” .
فلا تحزن فالابتلاء ما هو الا رحمة سيقت من الله اليك ..
فتحلى بالصبر “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ “
و لتعلم ان عاقبة الصبر و جزائه عند الله كبير ”
وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرهمْ بِأَحْسَن مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ “.
ولكن كيف ينعم غير المسلم فى حياته و المسلم يغرق فالمصائب ؟ّ؟!
اعلم انك تتسائل كيف تبتعد المصائب عن هؤلاء الذين لا يعبدون الله
و لا يعظمون شعائره
او يقيمون حدوده ؟ كيف ينعمون ؟
و ما الحكمة فى ذلك ؟
و لكن دعنى اولا اطرح عليك سؤال ,
هل تأكدت حقا انهم ينعمون ؟ ..
انها سعادة ظاهرية
و اذا تعمقت فى هذه المجتمعات ستجدها مجتمعات متآكلة
قضت عليها آفات الانحلال و الانحدار الاخلاقى
و تفشي فيها الزنى و التفكك الاسرى و انتشار الجريمة
و المخدرات و ما الى ذلك ,
و هم يحاولوا جاهدين
كى ينقلوا امراضهم الينا ..
فلا تغرنك تلك المظاهر الخارجية و تلك السعادة الزائفة ..
و لقد اجاب قرآننا الكريم عن سؤالك فى قوله تعالى
” فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ” ..
مصائب الأمم :-
لا يخفى على كل منا ما تعرضت له الأمة الاسلامية
و المسلمين من مصائب ,
وهذا ان دل على شئ فالبداية فانما يدل على صدق
المعصوم صلى الله عليه و سلم , فقد اخبرنا رسول الله
بما يحدث الآن منذ مئات السنين حينما قال
” يُوشِكُ أَنْ تَتدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ
عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟
قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ،
يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ،
قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ “
فا ها نحن ذا نشهد ذلك واضحا جليا امام اعيننا ,
و نرى الحرب على المسلمين و على الاسلام فى اشد صورها ..
بالاضافة للمصائب الأخرى التى اصابتنا من الابتعاد عن الدين
و من الفتنة و من الضعف
الى آخره من المصائب التى استعمرت اجسادنا
و احتلت امتنا
و العجب كل العجب .. اننا – رغم كثرة عددنا –
ندعو الله ان يزيح عنا البلاء و المصائب و الغم و الهم و الكرب
, و لكن تزداد المصائب و لا يستجاب دعائنا ,
لما ؟ اتدرى لما لا يستجاب الدعاء ؟
و قال ربكم ادعونى استجب لكم , تقول الآن .. ندعوك يارب !
و لكن آنى لنا ان تستجاب دعواتنا اين الاستجابة ؟
دعنى اخبرك بالاسباب .. انه موت القلوب اخوتى الأحبة ..
فنحن ندعى و لكن بدون قلوب حية تدرك و تفقه معنى الدعاء
, و كيف لنا ان ندرك و نحن عرفنا الله و لم نؤدى حقه ..
” وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ “ ..
و قرئنا القرآن و لكننا لم نعمل به ..
” وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا “ ..
و علمنا بحق و صدق ان الشيطان عدو لنا
و لكننا لم نحذره و اتخذناه وليا و وافقناه فى الشهوات
و المعاصي
و الرزائل , و انشغلنا بعيوب غيرنا عن عيوبنا
و عينا انفسنا حكام على الناس و على ايمانهم ,
فترانا نحكم على هذا انه فالجنة و على ذاك انه مطرود من رحمة الله ..
أين نحن من سنة رسول الله ؟
اين نحن من اتباع هديه صلي الله عليه و سلم ؟
اين نحن من تطبيق ديننا و قيمنا التى ربانا عليها الأسلام ؟
كثرت ذنوبنا , و جاهرنا بمعاصينا و آثامنا , و فشي الظلم بيننا ..
“وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ “ ..
و ابتعدنا عن طريق ربنا ..
ربما تكون تلك الابتلاءات و المصائب ما هى الا اشارات من الله
عز وجل لنا كى نعود و نرجع الى طريقه المستقيم مرة اخرى ..
” وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ “ ..
فا والله الذى لا اله غيره لا عزة لنا الا فى طريق الله
و لا حامى لنا سوى الله ” ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين “
فيجب علينا اولا .. قبل أى شئ .. ان نغير من انفسنا ..
الحل فى قرآننا والله اخبرنا بكل شئ
” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ “ ..
و اولى و اهم خطوات التغيير هى العودة الى الله ..
و الالتزام بتعاليم ديننا و ان نكون حريصين كل الحرص على رضاه ..
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ” ..
فيجب عليك اخى الحبيب ان تصلح ما يمكنك اصلاحه ..
نعم .. انت امل الأمة و عمادها ..
ان خليفة الله فى ارضه .. ابدأ بنفسك و غير حالك
و عد الى ربك و اصلح ما تستطع اصلاحه و لا تستهون بالامور
مهما كانت صغيرة , فقد قال لنا نبينا صلي الله عليه و سلم
” لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ “ ,
فلربما يكون فعلك هذا هو النبتة الصغيرة التى ستنمو
و تكبر بعد ذلك ليعم خيرها على الجميع
و تغير من حالنا للأفضل , فكن أنت التغيير الذى تريد انت تراه
فالعالم و كن أنت المسلم الذى وددت دوما ان تقابله .
والله اعلم
لماذا اصابنى هذا ؟! .. لماذا حلت بى هذه المصيبة ؟
.. لماذا تحل بنا المصائب دون غيرنا ؟؟
من المؤكد انك سمعت هذه الأسئلة أكثر من مرة تتردد على مسامعك ..
و لربما كنت أنت السائل ..
و لربما تعجبت غير المسلمين ناعمين بالرخاء
و نكون نحن المسلمون فالمصائب غارقون تعساء ؟!
اسمح لى أن آخذك فى رحلة قصيرة من خلال هذا المقال
للإجابة على ما يدور بذهنك
أنواع المصائب :-
نعم , للمصائب أنواع .. فهناك المصائب العامة ..
و هذه المصائب ما إن حلت بأرض حتى أتت عليها
و اهلكت الأخضر و اليابس بها
و اهلكت أهلها و ديارها و كل ما فيها ..
و هذا النوع يتمثل فى الكوارث الطبيعية كالأعاصير و الزلازل ..
و لكننا لن نتطرق اليها كثيرا فى مقالنا هذا ربما نفرد له مقالا خاصا
فيما بعد
النوع الثانى: من المصائب و هو المصائب الفردية ,
و هذا هو محور حديثنا و اهتمامنا فى هذا المقال ..
و المصائب الفردية قد تصيب الأفراد – فرد أو شخص بعينه –
و قد تصيب الأمم .
مصائب الأفراد :-
قد تحل بالفرد منا ضائقة ..
او أزمة كبيرة او مرض او ما الى ذلك من الصعوبات الدنيوية
التى قد تنغص عليه حياته ,
و فى اغلب الأحيان .. يضعف الإيمان ..
و تنهار عزيمة هذا الشخص امام ما أصابه ..
وي كأن حياته كلها ما هى الا سيل من المصائب
و ما هى الا درب من دروب الجحيم ..
و يأخذ بالصراخ و العويل و التحسر على مصائبه
و التساؤل حول لماذا انا بالذات ؟! ..
لماذا اصابنى ما اصابنى و انا الذى اصلي و اذكى و اصوم واقوم واذكر الله
و لا ارجو الفضل من احد سواه ..
لماذا تصيبني هذه المصائب ؟؟!
اولا دعنى اذكرك اخى الفاضل ,
بأن ليس كل ما يصيب المؤمن من شر هو مصيبة .
. فقد تكون الشرور التى تحسبها انت مصائب
ما هى الا ابتلاءات من عند الله عز و جل
فكما نعلم جميعا أن الله إذا احب عبدا ابتلاه ,
و قد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ..
“ما يُصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم
ولا حزن ولا أذى
ولا غم حتى الشوكة يُشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه “
اولا دعنى اذكرك اخى الفاضل ,
بأن ليس كل ما يصيب المؤمن من شر هو مصيبة ..
فقد تكون الشرور التى تحسبها انت مصائب ما هى الا ابتلاءات
من عند الله عز و جل
فكما نعلم جميعا أن الله إذا احب عبدا ابتلاه ,
و قد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ..
“ما يُصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى
ولا غم حتى الشوكة يُشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه “
فـالابتلاء امتحان من الله عز وجل لعبده ,
يختبر به مدى حبه له و مدى صبره قال تعالى
“أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ”
فالهدف وراء الابتلاء تمييز العبد الصادق المؤمن بحق
من العبد المنافق مزيف الإيمان ,
فلتكن هذه همسة فى أذنك اخى الحبيب
و عليك ان تلجأ الى الله و ان تلوذ بالتقوى
” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
” .. و ان تصبر و ترضي بقضاء الله
و لا تقنط ابدا من رحمته الواسعة و لا تيأس
” إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ” ..
و قال تعالى
” وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ
وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ” .
فلا تحزن فالابتلاء ما هو الا رحمة سيقت من الله اليك ..
فتحلى بالصبر “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ “
و لتعلم ان عاقبة الصبر و جزائه عند الله كبير ”
وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرهمْ بِأَحْسَن مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ “.
ولكن كيف ينعم غير المسلم فى حياته و المسلم يغرق فالمصائب ؟ّ؟!
اعلم انك تتسائل كيف تبتعد المصائب عن هؤلاء الذين لا يعبدون الله
و لا يعظمون شعائره
او يقيمون حدوده ؟ كيف ينعمون ؟
و ما الحكمة فى ذلك ؟
و لكن دعنى اولا اطرح عليك سؤال ,
هل تأكدت حقا انهم ينعمون ؟ ..
انها سعادة ظاهرية
و اذا تعمقت فى هذه المجتمعات ستجدها مجتمعات متآكلة
قضت عليها آفات الانحلال و الانحدار الاخلاقى
و تفشي فيها الزنى و التفكك الاسرى و انتشار الجريمة
و المخدرات و ما الى ذلك ,
و هم يحاولوا جاهدين
كى ينقلوا امراضهم الينا ..
فلا تغرنك تلك المظاهر الخارجية و تلك السعادة الزائفة ..
و لقد اجاب قرآننا الكريم عن سؤالك فى قوله تعالى
” فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ” ..
مصائب الأمم :-
لا يخفى على كل منا ما تعرضت له الأمة الاسلامية
و المسلمين من مصائب ,
وهذا ان دل على شئ فالبداية فانما يدل على صدق
المعصوم صلى الله عليه و سلم , فقد اخبرنا رسول الله
بما يحدث الآن منذ مئات السنين حينما قال
” يُوشِكُ أَنْ تَتدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ
عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟
قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ،
يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ،
قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ “
فا ها نحن ذا نشهد ذلك واضحا جليا امام اعيننا ,
و نرى الحرب على المسلمين و على الاسلام فى اشد صورها ..
بالاضافة للمصائب الأخرى التى اصابتنا من الابتعاد عن الدين
و من الفتنة و من الضعف
الى آخره من المصائب التى استعمرت اجسادنا
و احتلت امتنا
و العجب كل العجب .. اننا – رغم كثرة عددنا –
ندعو الله ان يزيح عنا البلاء و المصائب و الغم و الهم و الكرب
, و لكن تزداد المصائب و لا يستجاب دعائنا ,
لما ؟ اتدرى لما لا يستجاب الدعاء ؟
و قال ربكم ادعونى استجب لكم , تقول الآن .. ندعوك يارب !
و لكن آنى لنا ان تستجاب دعواتنا اين الاستجابة ؟
دعنى اخبرك بالاسباب .. انه موت القلوب اخوتى الأحبة ..
فنحن ندعى و لكن بدون قلوب حية تدرك و تفقه معنى الدعاء
, و كيف لنا ان ندرك و نحن عرفنا الله و لم نؤدى حقه ..
” وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ “ ..
و قرئنا القرآن و لكننا لم نعمل به ..
” وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا “ ..
و علمنا بحق و صدق ان الشيطان عدو لنا
و لكننا لم نحذره و اتخذناه وليا و وافقناه فى الشهوات
و المعاصي
و الرزائل , و انشغلنا بعيوب غيرنا عن عيوبنا
و عينا انفسنا حكام على الناس و على ايمانهم ,
فترانا نحكم على هذا انه فالجنة و على ذاك انه مطرود من رحمة الله ..
أين نحن من سنة رسول الله ؟
اين نحن من اتباع هديه صلي الله عليه و سلم ؟
اين نحن من تطبيق ديننا و قيمنا التى ربانا عليها الأسلام ؟
كثرت ذنوبنا , و جاهرنا بمعاصينا و آثامنا , و فشي الظلم بيننا ..
“وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ “ ..
و ابتعدنا عن طريق ربنا ..
ربما تكون تلك الابتلاءات و المصائب ما هى الا اشارات من الله
عز وجل لنا كى نعود و نرجع الى طريقه المستقيم مرة اخرى ..
” وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ “ ..
فا والله الذى لا اله غيره لا عزة لنا الا فى طريق الله
و لا حامى لنا سوى الله ” ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين “
فيجب علينا اولا .. قبل أى شئ .. ان نغير من انفسنا ..
الحل فى قرآننا والله اخبرنا بكل شئ
” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ “ ..
و اولى و اهم خطوات التغيير هى العودة الى الله ..
و الالتزام بتعاليم ديننا و ان نكون حريصين كل الحرص على رضاه ..
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ” ..
فيجب عليك اخى الحبيب ان تصلح ما يمكنك اصلاحه ..
نعم .. انت امل الأمة و عمادها ..
ان خليفة الله فى ارضه .. ابدأ بنفسك و غير حالك
و عد الى ربك و اصلح ما تستطع اصلاحه و لا تستهون بالامور
مهما كانت صغيرة , فقد قال لنا نبينا صلي الله عليه و سلم
” لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ “ ,
فلربما يكون فعلك هذا هو النبتة الصغيرة التى ستنمو
و تكبر بعد ذلك ليعم خيرها على الجميع
و تغير من حالنا للأفضل , فكن أنت التغيير الذى تريد انت تراه
فالعالم و كن أنت المسلم الذى وددت دوما ان تقابله .
والله اعلم