سارعي بتلبية رغبته , كيف تجعلين زوجك يحبك , سلسلة الحياة الزوجية





الأصل في العلاقة بين الزوجين الحب والتراحم، قال تعالى: وَمِن ْآيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (سورة الروم: آية رقم 21).

كذلك فإن الأصل في اللقاء الحميمي بين الزوجين وجود الرغبة من كليهما، لذلك قرَّر بعض الفقهاء أنه " "يُكره للزوج أن يأتي زوجته (يجامعها) من غير أن تطيب نفسها بذلك؛ لأن إتيانها من غير طيب نفس قد يسبب لها الأذى"، كما قلنا وهذا هو الأصل.

لكن قد تستبد بالزوج رغبة جامحة في إتيان زوجته، وقد تكون هي غير مستعدة لذلك، وحينئذ عليها أن تقدِّر حاجة زوجها لهذا الأمر ولا تنصرف عنه، بل تعد نفسها لتلبية رغبة زوجها، ولهذا جاء في الحديث النبوي الشريف: إذا دعا الرجل امرأته لحاجته فلتته وإن كانت على التنور. (رواه الترمذي) وحسنه، وابن حبان في صحيحه وغيرهما. التنور يعني الفرن.

إذن فالمسارعة لتلبية رغبة الزوج الحميمية أمر مهم وضروري، وهو أمر نبوي شريف، ويجب على الزوجة ما لم يكن هناك عذر للمرأة، وقد تتساءل المرأة ولم هذا الأمر النبوي الشريف، ولم المسارعة بتلبية رغبة الزوج في اتيان زوجته وقتما يشاء، مع أن الزوجة قد تكون غير مستعدة لذلك؟! نقول: إن الرجل بخلاف المرأة قد تعرض له بعض الأمور فتثير فيه الشهوة، ويلعب برأسه الشيطان، وقطعاً لهذه الوسوسة فعلى الزوج أن يأتي زوجته فيغلق المنافذ على وسوسة الشيطان، وتشبع نفسه وتستكين.



ولبيان ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة (يعني: أعجبته)، فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه" (رواه مسلم). وفي رواية أخرى "فإن ذلك مثل الذي معها" (من رواية الترمذي وابن حبان).

وهذا الموضوع مهم جداً وخطير، لذلك فإنه مما تحذر منه المرأة أن تجعل هذا الموضوع أمراً للمساومة والضغط على الزوج، فترفض مثلاً أن يجامعها زوجها للضغط عليه للاستجابة لأمر معين، أو لخلاف بينهما، والتحذير ورد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه فبات غضبان عليها إلا لعنتها الملائكة حتى تصبح" (رواه الترمذي وابن حبان).