السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
ولدت الحضاره السومريه من رحم حضاره إيلام الكورديه
إن الشعب الكردي كان من أوائل الشعوب التي طورت الزراعة و الصناعة ومن أوائل الشعوب التي تركت الكهوف لتعيش في منازل بها أدوات منزلية متطورة للاستعمال اليومي. هذه شهادة نعتز بها نحن الكرد لأنها صدرت من شخص ذي اختصاص، له وزنه و مكانته في العالم حيث يشير إلى التطور الذي بدأ في كردستان قبل الكثير من الشعوب الأخرى و الذي كان نتاجه اللبنة الأولى لبناء صرح الحضارة، عندما كانت الأراضي المنخفضة مغمورة بالمياه كانت قمم جبال كردستان تنبض بالحياة و الحركة من قبل أولالك الكرد و الشاهد على ذلك التأريخ، الآثار المكتشفة في كهوف كردستان ككهف (بيستون- Biston ) في شرق كردستان حيث يرجع تأريخها إلى مائة ألف سنة قبل الميلاد و كهف شانيدر في )آكري- (Akri (عقرة) في جنوب كردستان حيث يرجع تاريخه إلى (55) ألف سنة قبل الميلاد و كهف (چرمو – Cermo) بالقرب من السليمانية يرجع تاريخه إلى (8000) سنة قبل الميلاد. لقد وجدت هياكل للماعز والكلاب و الخنازير في بعض هذه الكهوف في بلاد كردستان ككهف (چايونوCayuno -) قرب (آمَد-Amed ) في شمال كردستان و كهف (گنج جارا- (Genc Care في شرق كردستان بالقرب من (كرمانشاه-Kirmanah ) الذي يرجع تاريخه إلى عشرة آلاف سنة قبل الميلاد وهناك المئات من هذه الكهوف في كردستان التي سكنها الإنسان الكردي قبل التاريخ.


يؤكد العالم الأمريكي (روبرت جون بريدوود -(Robert John Braidwood قائلاً: إن الزراعة و تطوير المحاصيل قد و جدتا في كردستان منذ (12) ألف سنة، انتشرت منها إلى ميزوبوتاميا السفلى، ثم إلى غرب الأناضول ثم إلى الهضبة الإيرانية ثم وصلت منذ ثمانية آلاف سنة إلى شمال أفريقيا ثم أوروبا و الهند، الخ و يضيف البروفيسور (بريدوود) إن كثيراً من المحاصيل التي نعرفها الآن، القمح و الذرة و الشعير الخ قد انطلقت من كردستان. أما الصناعة فيؤكد البروفيسور المذكور بأن منطقة (چايونو- Cayuno) في (شمال كردستان) يمكن أن يطلق عليها اسم أقدم مدينة صناعية في العالم، وهي أقدم منطقة في العالم يستخرج منها النحاس إلى يومنا هذا، كما عثر فيها على صلصال دون عليها التبادل التجاري. جاءت في جريدة الحياة اللندنية في 14/7/1993 نقلاً عن (اشوسيتيدبرس) أن علماء الآثار عثروا على قطعة قماش تعود إلى (7000) سنة قبل الميلاد، في منطقة (چايونو- Cayuno) وبالتالي يؤكد أن هذا الاكتشاف مهم للغاية، لأنه يعني أن تأريخ المنسوجات أقدم بكثير مما هو معروف وتشهد هذه المنطقة نشاطاً مكثفاً لعلماء الآثار، من جامعتي شيكاغو وإسطنبول منذ ثلاثين عاماً.


أما صناعة القوس و (النشاب) السهم ، لا أدعي أن الكرد أول من اخترعوها، لأنها من الأسلحة الهجومية، و الكرد منذ عصور سحيقة لا يحبذون استعمال مثل هذه الأسلحة ضد الإنسان، لأنهم ليسوا عدوانيين، و هذه الأنواع من الأسلحة يحملها من يريد أن يسطوا على أموال و ممتلكات الآخرين، أو ينال منهم عن بعد، لأنه سلاح الجبناء، بينما الكردي منذ أن وجد على وجه البسيطة إلى يومنا هذا، يحمل الخنجر و هو سلاح دفاعي، لأنه ليس بمقدور المرء أن يستخدمه ضد الآخر إلا إذا اقترب منه إلى مسافة قريبة جداً، لكن سلاح القوس بإمكان الإنسان النيل من الآخر على بعد عشرات الأمتار، و كذلك السيف و الرمح، يعتبران من الأسلحة الهجومية، لأن طولهما يظهر هذا،حيث يمكن قتل الإنسان بهما عن بُعد متران أو ثلاث، لكن الخنجر على عكس هذه الأسلحة، هي دفاعية محضة. أما وجود القوس و (النشاب) عند الشعب الكردي و يسمى باللغة الكردية (تيرو كَوَان). (تير) تعني السهم و(الكوان) تعني (القوس) ليس للهجوم قط لأن كتب التأريخ لا تذكر الكرد وهم قاتلوا بهذا السلاح، بما أن الكرد شعب جبلي احتاجه إلى صيد الحيوانات البرية لتأمين غذائه اليومي لكي يكون بمقدوره إدامة حياته،هذا ما نشاهده في جداريه (تاق و سان) في كرمانشاه في شرق كردستان التي تعود إلى حدود (2000) سنة. يظهر فيها الملك الساساني حاملاً القوس و السهم و هو يصطاد الخنزير البري. جاء في كتاب (الشاهنامه) (للفردوسي) الذي وضعه قبل أكثر من (1000) سنة، أن البطل (رستم زال) صنع القوس و السهم من شجر الخيزران للاصطياد و فردوسي يقول في شاهنامته بأن (رستم زال) هو إنسان كوردي و كان بطلاً من أبطال إيران. و القوس القزح لها عدة أسماء منها قوس رستم. و اسم نهر دجلة أطلقه الكرد على هذا النهر منذ زمن سحيق حيث كانوا يسمونه (تيرگرا – Tirgira) أي أنه يجري بسرعته (كالتير) أي كالسهم لأن مياه دجلة تأتي من مرتفعات جبال شمال كردستان، بمرور الزمن تحول الاسم إلى ما هو عليه اليوم (دجلة). الأوروبيون يحتفظون إلى الآن باسم (دجلة) القديم، يقولون لهذا النهر (تيگرس – Tigris) .