تفسير حلم رؤيا السجن لابن سيرين : يدل على ما يدل عليه الحمام، وربما دل على المرض المانع من التصرف والنهوض، وربما دلت على العقلة عن السفر، وربما دل على القبر، وربما دل على جهنم لأنها سجن العصاة والكفرة ولأن السجن دار العقوبة ومكان أهل الجرم والظلم، فمن رأى نفسه في سجن، فانظر في حاله وحال السجن، فإن كان مريضاً والسجن مجهولاً فذلك قبره يحبس فيه إلى القيامة، وإن كان السجن معروفاً طال مرضه ورجيت إفاقته وقيامه إلى الدنيا التي هي سجن لمثله لما في الخبر إنها سجن المؤمن وجنة الكافر، وإن كان المريض مجرما فالسجن المجهول قبره والمعروف دالة على طول إقامته في علته ولم ترج حياته إلا أن يتوب أو يسلم في مرضه.وإن رأى ميتاً في السجن، فإن كان كافراً فذاك دليل على جهنم، وإن كان مسلماً فهو محبوس عن الجنة بذنوب وتبعات بقيت عليه، وأما الحي السليم إذا رأى نفسه في سجن، فانظر أيضاً إلى ما هو فيه، فإن كان مسافراً في بر أو سفينة أصابته عقلة وعاقة بمطر أو رياح أو عدو أو حرب أو أمر من سلطان، وإن لم يكن مسافراً دخل مكاناً يعصي الله فيه كالكنيسة ودار الفكر والبدع أو دار زانية أو خمار كل إنسان على قدره، وما في يقظته مما ينكشف عند المسألة أو يعرف عنه بالشهرة أو بزيادة منامه من كلامه وأفعاله في أحلامه، وقيل من رأى أنه اختار لنفسه، فإن إمرأة تراوده عن نفسه والله يصرف عنه كيدها ويبلغه مناه لقوله تعالى { رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه } وحكي أن سابور بن أردشير في حياة والده رأى كأنه يبني السجون ويأخذ الخنازير والقردة من الروم فيدخلها فيه وكان عليه أحد وثلاثون تاجاً فسأل المعبر عنه، فقال تملك إحدى وثلاثين سنة، وأما بناء السجون فبعددها تبني مدائن وتأخذ الروم وتأسر منهم، فكان كذلك، كأنه بعد موت أبيه أخذ ملك الروم وبنى مدينة نيسابور ومدينة الأهواز ومدينة ساوران.

والنابلسي فسر حلم رؤيا السجن وقال : هو في المنام دال على لزوم الدين إن كان سجن الشرع، وإن كان سجن السلطان دل على الهم والنكد بسبب ذم أو نفاق، والسجن المجهول دال على الدنيا، والسجن يدل على الزوجة المناكدة، أو على الصمت، وسجن اللسان عن الهذر. وربما دل على المكيدة من الأعداء، وعلى التهم، وعلى القبر والدين، وعلى القعود عن الأسفار بسبب الأمراض أو قصور الهمة، ويدل على الفقر وعدم الراحة، ودخول السجن دال على المعمر الطويل والاجتماع بالأحبة، والسجن هم وحزن، ومن أختار لنفسه سجناً عصم من ذنب. ومن رأى أنه خرج من سجن نجا من مرض.ومن رأى السجين أن أبواب السجن مفتوحة نجا، من سجنه، وكذلك إذا رأى فيه كوة والضوء داخل منها أو رأى إن سقفه قد زال، والسجن عافية المسافر وموت المريض.ومن رأى أنه في سجن سلطان موثق فيصيبه أمر مكروه، أو أنه في غم يرجى فرجه.ومن رأى أنه خرج منه فإنه يخرج من ذلك الفم، وإن كان مسافراً فالسجن غفلته، وإن كان مريضاً فهو طول مرضه، وقيل من رأى أنه في السجن فتلك دعوة مستجابة، وخروج من هم وغم لقصة يوسف عليه السلام.ومن رأى أنه في سجن مجهول ويخرج منه كان ذلك قبره.ومن رأى أنه خرج من سجن مجهول أو من بيت ضيق إلى فضاء واسع دل ذلك على راحة وفرج. ومن رأى أنه موثق في بيته فيصيبه خير، أو يراه في أهله.ومن رأى أنه يسجن في بيت لا يعرفه فإنه يتزوج إمرأة يستفيد منها مالاً وولداً.ومن رأى أنه موثق، وكان في شدة فإنه ينجو مما يخاف.ومن رأى أنه يبني سجناً فإنه يلقى رجلاً إماماً هارباً يرجع به أهل تلك المحلة إلى الطريقة المحمودة، والسجن يدل على الموت. وربما دل على المرض المانع من التصرف والنهوض. وربما دل على الغرور، أو على جهنم لأنها سجن العصاة والكافرين.وإن رأى ميتاً في السجن وكان كافراً فذلك دليل على جهنم، وإن كان مسلماً فهو سجين في جهنم بذنوب بقيت عليه.وإذا رأى المرء نفسه في السجن وكان مسافراً في بر أو سفينة فذلك أمر يعوقه من مطر أو ريح أو عدو أو أمر من السلطان، وإن لم يكن مسافراً دخل مكاناً يعصي الله تعالى فيه كدار الكفر والبدع أو دار زانية، أو الخمارة، أما السجان في المنام فهو حفار قبور.

وكما فسر ابن شاهين حلم رؤيا السجن : أنه من رأى أنه دخل سجناً مجهولاً فإنه يؤول بالقبر، وإن كان معروفاً فإنه غم ومضرة. وقيل رؤيا السجن المعروف لمن يكون مشهوراً بعدم الفساد دين وجاه ومنفعة، وإن كان مشهوراً بالفساد فغم ونقصان.ومن رأى أنه في سجن سلطان موثقاً فإنه يصيب أمراً يكرهه ونهو في غم يرتجى فرجه، وإن كان مسافراً فهو غفلته، وإن كان مريضاً فمرضه يطول، وإن خرج منه دم خرج من ذلك كله. وقيل من رأى أنه في سجن فهي الدعوة المستجابة.ومن رأى أنه في سجن مجهول موضعه وهيئته وأهله ورأى في ذلك بشاعة ولم ير أنه خرج منه فإن ذلك قبره.ومن رأى أنه موثق في بيت فإنه يصيب خيراً.ومن رأى أنه في سجن وهو صفة بيت لا يعرفه فإنه يتزوج إمرأة وينال منها مالاً وولد.وإن رأت إمرأة إنها في سجن فإنها تتزوج رجلاً كبير القدر، وإن كانت متزوجة فإنها حرة مصونة ولا بد لها من حصول الخير ومن راى أنه معوق في مكان لا يستطيع الخروج منه بحيث يكون مشكوراً فإنه سعة وقضاء ونعمة، خصوصاً إن كان من طلبة العلم.ومن رأى أنه خرج من الاعتقال فإنه يخرج مما هو فيه من أمر يكره في الدين والدنيا إلى الصلاح والخير ولا خير في ذلك للأمراء.ومن رأى أنه يخرج من سجن مجهول أو من باب ضيق فهو محمود جداً في جميع الأحوال والأفعال.ومن رأى أنه خرج من سجن وأراد أن يعود فيه فإنه يكون قد نأى عن أمر مكروه، وإن الشيطان قد سول له تحسينه فإن دخل فيه عاد لما كان عليه من الخبائث. وقيل رؤيا الحبس إذا كان معروفاً فهو حصول مراد وعاقبة محمودة لقوله تعالى { قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه } وإذا كان مجهولاً فهو قبر وهم وغم لقول يوسف عليه السلام السجن قبر الأحياء ومنزل البلوى وتجربة الأصدقاء وشماتة الأعداء.ومن رأى أنه هرب من السجن فهو على وجهين إما خلاصه أو موته لما رأى بعضهم ذلك وجربه مراراً.ومن رأى أنه دخل السجن ثم خرج عاجلاً فإنه ينال ما يتمناه بتمامه