[size=32]
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }
وقوله عزَّ وجلَّ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ...}.
هذا أول ما أنزل على النبى صلى الله عليه من القرآن.
{ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ }
وقوله عز وجل: {خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ...}.
قيل: من علق، وإنما هى علقةٌ، لأنّ الإنسان فى معنى جمع، فذهب بالعلق إلى الجمع لمشاكلة رءوس الآيات.
{ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى }
وقوله عز وجل: {أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى...}.
ولم يقل: أن رأى نفسه؛ والعرب إذا أوقعت فعلا يكتفى باسم واحد على أنفسها، أو أوقعته من غيرها على نفسه جعلوا موضع المكنى نفسه، فيقولون: قتلتَ نفسك، ولا يقولون: قتلتَك قتلته، ويقولون: قتل نفسَه، وقتلتُ نفسى، فإذا كان الفعل يريد: اسما وخبرا طرحوا النفس فقالوا: متى تراك خارجاً، ومتى نظنك خارجاً؟ وقوله عز وجل: {أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} من ذلك.
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْداً إِذَا صَلَّى }
وقوله جل وعز: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى...}.
نزلَت فى أبى جهل: كان يأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مصلاّه، فيؤذيه وينهاه، فقال الله تبارك وتعالى، {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى}؟ يعنى النبى صلى الله عليه وسلم.
{ أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }
ثم قال جل وعز: {أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى...}.
وفيه عربية، مثله من الكلام لو قيل: أرأيت الذى ينهى عبداً إذا صلّى وهو كاذب متولٍّ عن الذكر؟ أى: فما أعجب من ذا.
{ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ }
ثم قال: وَيْلَهُ!، {أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى...}.
يعنى: أبا جهل، ثم قال: {كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ...}.
ناصيته: مقدم رأسه، أى: لَنَهْصرنها، لنأخذن بها لَنُقْمِئَنَّه ولنذلّنه، ويقال: لنأخذن بالناصية إلى النار، كما قال جلّ وعز، {فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِى والأَقْدَامِ}، فيُلقَون فى النار، ويقال: لتسوّدَنَّ وجهه، فكفَتِ الناصية من الوجه؛ لأنها فىّ مقدّم الوجه.
{ كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }
وقوله عز وجل: {لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ... نَاصِيَةٍ...}.
على التكرير، كما قال: {إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللهِ} المعرفة تُرد على النكرة بالتكرير، والنكرة على المعرفة، ومن نصب (ناصيةً) جعله فعلا للمعرفة وهى جائزة فى القراءة.
{ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ }
وقوله عز وجل: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ... سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ...}.
فهم أقوى وهم يعملون بالأيدى والأرجل، والناقة قد تزْبِن الحالب وتركضه برجلها.
وقال الكسائى: بأَخَرة واحد الزبانية زِبْنِىٌّ
وكان قبل ذلك يقول: لم أسمع لها بواحد، ولست أدرى أقياسًا منه أو سماعاً. وفى قراءة عبدالله: "كَلاَّ لئِن لَّمْ يَنْتَهِ لأسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ"، وفيها: "فَلْيَدْعُ إلىّ نَادِيَه فَسَأَدْعُو الزَّبَانِيَة".
{ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ }
وقوله عز وجل: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ...} قومه.
والعرب تقول: النادى يشهدون عليك، والمجلس، يجعلون: النادىَ، والمجلس، والمشهد، والشاهد ـ القوم قوم الرجل، قال الشاعر:
لهمْ مجلِسٌ صُهْبُ السِّبَالِ أذِلَّةٌ * سواسيةٌ أحرارُها وعبيدُها
أى: هم سواء.[/size]
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }
وقوله عزَّ وجلَّ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ...}.
هذا أول ما أنزل على النبى صلى الله عليه من القرآن.
{ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ }
وقوله عز وجل: {خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ...}.
قيل: من علق، وإنما هى علقةٌ، لأنّ الإنسان فى معنى جمع، فذهب بالعلق إلى الجمع لمشاكلة رءوس الآيات.
{ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى }
وقوله عز وجل: {أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى...}.
ولم يقل: أن رأى نفسه؛ والعرب إذا أوقعت فعلا يكتفى باسم واحد على أنفسها، أو أوقعته من غيرها على نفسه جعلوا موضع المكنى نفسه، فيقولون: قتلتَ نفسك، ولا يقولون: قتلتَك قتلته، ويقولون: قتل نفسَه، وقتلتُ نفسى، فإذا كان الفعل يريد: اسما وخبرا طرحوا النفس فقالوا: متى تراك خارجاً، ومتى نظنك خارجاً؟ وقوله عز وجل: {أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} من ذلك.
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْداً إِذَا صَلَّى }
وقوله جل وعز: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى...}.
نزلَت فى أبى جهل: كان يأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مصلاّه، فيؤذيه وينهاه، فقال الله تبارك وتعالى، {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى}؟ يعنى النبى صلى الله عليه وسلم.
{ أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }
ثم قال جل وعز: {أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى...}.
وفيه عربية، مثله من الكلام لو قيل: أرأيت الذى ينهى عبداً إذا صلّى وهو كاذب متولٍّ عن الذكر؟ أى: فما أعجب من ذا.
{ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ }
ثم قال: وَيْلَهُ!، {أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى...}.
يعنى: أبا جهل، ثم قال: {كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ...}.
ناصيته: مقدم رأسه، أى: لَنَهْصرنها، لنأخذن بها لَنُقْمِئَنَّه ولنذلّنه، ويقال: لنأخذن بالناصية إلى النار، كما قال جلّ وعز، {فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِى والأَقْدَامِ}، فيُلقَون فى النار، ويقال: لتسوّدَنَّ وجهه، فكفَتِ الناصية من الوجه؛ لأنها فىّ مقدّم الوجه.
{ كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }
وقوله عز وجل: {لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ... نَاصِيَةٍ...}.
على التكرير، كما قال: {إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللهِ} المعرفة تُرد على النكرة بالتكرير، والنكرة على المعرفة، ومن نصب (ناصيةً) جعله فعلا للمعرفة وهى جائزة فى القراءة.
{ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ }
وقوله عز وجل: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ... سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ...}.
فهم أقوى وهم يعملون بالأيدى والأرجل، والناقة قد تزْبِن الحالب وتركضه برجلها.
وقال الكسائى: بأَخَرة واحد الزبانية زِبْنِىٌّ
وكان قبل ذلك يقول: لم أسمع لها بواحد، ولست أدرى أقياسًا منه أو سماعاً. وفى قراءة عبدالله: "كَلاَّ لئِن لَّمْ يَنْتَهِ لأسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ"، وفيها: "فَلْيَدْعُ إلىّ نَادِيَه فَسَأَدْعُو الزَّبَانِيَة".
{ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ }
وقوله عز وجل: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ...} قومه.
والعرب تقول: النادى يشهدون عليك، والمجلس، يجعلون: النادىَ، والمجلس، والمشهد، والشاهد ـ القوم قوم الرجل، قال الشاعر:
لهمْ مجلِسٌ صُهْبُ السِّبَالِ أذِلَّةٌ * سواسيةٌ أحرارُها وعبيدُها
أى: هم سواء.[/size]