بسم الله الرحمن الرحيم


الولاء والبراء
من أهم الروابط التي تجعل من ذلك المجتمع مجتمعا مترابطاً متماسكاً
علشان كده هنلاقي القرآن الكريم اهتم بيها جدا

فمرة يذكرها على اعتبار أنها الرابطة الإيمانية التي تجمع المؤمنين
فتحثهم على فعل الصالحات
ذرنا من الانسياق وراء تحالفات تضع المسلم جنبا لجنب مع الكافر
في معاداة إخوانه المسلمين

ومرة يذكر عقيدة الولاء والبراء على أنها الصبغة التي تصبغ المؤمنين
ولا يمكن أن يتصفوا بما يناقضها

الولاء فى الإصطلاح:
هي الولاية, وهى النصرة والمحبة

والبراء في الاصطلاح:
هو البعد والخلاص والعداوة بعد الاعذار والانذار

وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم
- يبايع أصحابه على تحقيق هذا الأصل العظيم،
فكان يقول لبعضهم: ( أبايعك على أن تعبد الله،
وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين )
رواه النسائي وأحمد .

صور موالاة المسلم لأخيه المسلم؟

1. ولاء الود والمحبة: وهذا يعني أن يحمل المسلم لأخيه المسلم كل حب وتقدير، فلا يكيد له ولا يعتدي عليه ولا يمكر به. بل يمنعه من كل ما يمنع منه نفسه، ويدفع عنه كل سوء يراد له، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، قال صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه مسلم .

2. ولاء النصرة والتأييد: وذلك في حال ما إذا وقع على المسلم ظلم ، فإن فريضة الولاء تقتضي من المسلم أن يقف إلى جانب أخيه المسلم، يدفع عنه الظلم، ويزيل عنه الطغيان، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قالوا يا رسول الله: هذا ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما ؟ قال : تأخذ فوق يديه ) أي تمنعه من الظلم. رواه البخاري ،

3. النصح لهم والشفقة عليهم: فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم " متفق عليه .
الجزء التاني وهو البراء

العلاقة بين المسلم وغير المسلم بيحكمها علاقة البراء


فمبنى هذا الكلام على أصل مهم،
وهو التفريق بين محبة الكافر لأجل دينه وما هو عليه من الباطل،
وبين محبته لسبب خاص كعلاقة القرابة أو الزواج أو حسن المعاملة،
أو لما يقدمه الكافر من علم أو نفع للناس
ـ فهذه المحبة لا تحرم، كما أنها لا تتعارض مع البغض لهم في الدين
والبراء من كفرهم

ومن أمثلة ذلك ما قصه القرآن علينا من حال نبي الله إبراهيم مع أبيه،
وحال نبي الله نوح مع ابنه، ففرق كبير بين المحبة الدينية
وبين المحبة الطبيعية التي تمليها الطبيعة البشرية والفطرة الإنسانية،

لكن محبة الكافر لملته أو لصفة دينية فيه، أمر محرم بالإجماع مفيش كلام

وبكده ممكن اتعامل معاهم عادي بل الإسلام يأمرنا أن نحسن معاملاتهم


وكمان أقدر أستفيد من خبارتهم وتجاربهم ،فالحكمة ضالة المؤمن
أنى وجدها فهو أولى الناس بها ، لكن بشرط أن لا يخضع المسلم لكافر،
ولا يكون ولاؤه إلا لله ولرسوله وللمؤمنين

أخطر صور الموالاة التي يحرمها الإسلام ويقضي على صاحبها بالردة والكفر

ولاء الود والمحبة للكافرين: ( اللي هيه زي ما قلنا محبة الكافر لملته أو لصفة دينية فيه وتقديم محبتهم على محبة الله ورسوله ) ،

وزي ما قلنا هذه المفاصلة والمفارقة لا تمنع من البر بالكافرين والإحسان إليهم
ما لم يكونوا لنا محاربين

2- ولاء النصرة والتأييد للكافرين على المسلمين:
مش ممكن الإسلام يقبل أن يقف المسلم في خندق واحد مع الكافر ضد إخوانه المسلمين،

صور للولاء المحرم ولكنها لا تصل بصاحبها إلى حد الكفر

1- تنصيب الكافرين أولياء أو حكاما أو متسلطين
بأي نوع من التسلط على المسلمين،
قال تعالى: { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا } (النساء:141) .
2- اتخاذهم أصدقاء وأصفياء: قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون }(آل عمران:118) قال الإمام الطبري في تفسير هذه الآية: " لا تتخذوا أولياء وأصدقاء لأنفسكم من دونكم، يقول: من دون أهل دينكم وملتكم، يعني من غير المؤمنين .. فنهى الله المؤمنين به أن يتخذوا من الكفار به أخلاء وأصفياء، ثم عرفهم ما هم منطوون عليه من الغش والخيانة، وبغيهم إياهم الغوائل، فحذرهم بذلك منهم ومن مخالتهم".

3- البقاء في ديار الكفر دون عذر مع عدم القدرة على إقامة شعائر الإسلام، قال تعالى: { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا } (النساء:97-98).

4- التشبه بهم في هديهم الظاهر ومشاركتهم أعيادهم، قال صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود .


كتير بيظن إن البراء معناه قطع اي علاقة بغير المسلم
وده خطأ طبعا ، فالكافر غير المحارب إن كان يعيش بيننا أو سافرنا نحن لبلاده لغرض مشروع فالاتصال به ومعاملته يوشك أن يكون ضرورة لا بد منها، وبعدين قطع العلاقة كمان هو قطع لمصلحة دعوتهم وعرض الإسلام عليهم قولا وعملا، لذلك أباح الشرع صنوفا من المعاملات معهم منها

1. إباحة التعامل معهم بالبيع والشراء، واستثنى العلماء بيع آلة الحرب وما يتقووا به علينا، ولا يخفى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته كانوا يبيعون ويشترون من اليهود، بل ومات عليه السلام ودرعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعا من شعير كما روى ذلك أحمد وغيره .

2. إباحة الزواج من أهل الكتاب وأكل ذبائحهم بشروطه،

3. اللين في معاملتهم ولا سيما عند عرض الدعوة عليهم،

4. العدل معهم وعدم ظلمهم في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم،

5. الإهداء لهم وقبول الهدية منهم:
فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم هدية المقوقس،

6. عيادة مرضاهم إذا كان في ذلك مصلحة:
فعن أنس رضي الله عنه قال: " كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه. فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده. فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم. فأسلم. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ( الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري .


7. التصدق عليهم والإحسان إليهم: قال تعالى: { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا }(لقمان:15)، وعن أسماء رضي الله عنها قالت: قدمت أمي وهي مشركة .. فاستفتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي، قال: ( نعم صلي أمك ) رواه البخاري .

8. الدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لطوائف من المشركين منهم دوس، فقال صلى الله عليه وسلم: ( اللهم اهد دوسا وأت بهم ) رواه البخاري .