بسم الله الرحمن الرحيم
روى مسلم وأحمد عن ابن مسعود قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة !!
قالوا : وإياك يا رسول الله ؟
قال : وإياي ،، ولكن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير.
[ رواه مسلم 2814 وأحمد 1/385 ]
=========
وروى عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ،،
حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا ،،
قالت : فغرت عليه ، فجاء فرأى ما أصنع ، فقال :
مالك يا عائشة أغرت ؟
قالت : فقلت ومالي أن لا يغار مثلي على مثلك ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفأخذك شيطانك ؟
قالت : يا رسول الله أو معي شيطان ؟
قال : نعم ، قلت : ومع كل إنسان ؟
قال : نعم ، قلت : ومعك يا رسول الله ؟
قال : نعم ، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم .
[ رواه أحمد 6/115 ومسلم 2815 ]
--------------------------------------------------
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ) مشكل ..
واختلف في تفسيره العلماء .. وبيانه في الآتي :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( أسلم ) روي بفتح الميم وبرفعها ..
وبالفتح على أنها فعل ماض : يعني أسلم شيطانه وصار مسلما ..
ورواية الرفع على أنها تعني : يسلم صلى الله عليه وسلم من شره وفتنته .
والأولى رجحها القاضي عياض والنووي في شرح مسلم وغيرهما ..
وقال ابن الأثير في النهاية :
وقوله : حتى أسلم ، أي انقاد واستسلم وكف عن وسوستي .
واستشهد البعض للمعنى الأول بالحديث الموضوع :
فضلت على آدم بخصلتين :
كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم ، وكن أزواجي عونا لي وكان شيطان آدم كافرا ، وكانت زوجته عونا على خطيئته .
رواه البيهقي عن ابن عمر وقال الألباني في ضعيف الجامع 3984 موضوع.
ومما يشهد لصحة القول الثاني حديث أنس بن مالك :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه- أي جمعه- ثم أعاده في مكانه ..
قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره .
[ رواه مسلم 261 وأحمد 3/149 وابن حبان 14/242 ]
وقوله : حظ الشيطان : دلالة على عصمته منه بعدها ..
فالمراد بهذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم يسلم من وسوسته وشره وتسليطه عليه ، ولم يسلم أو يؤمن شيطانه .
===============