لقد قامت حركة حقوق الإنسان فى أعقاب الحرب العالمية الثانية . وتلى ذلك إصدار الإعلان العالمى لحقوق الإنسان
ثم بعد ذلك الكثير من الوثائق الدولية لحقوق الإنسان
ولذلك يتوهم البعض بأن فكرة حقوق الإنسان بتسميتها ومضمونها المتداول اليوم هى فكرة غربية ولا علاقة لها بالإسلام . وهذا من الخطأ .
- فمنذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة دخلت هذه الحقوق حيز التنفيذ
أن حقوق الإنسان في الإسلام تبدأ بوحدانية الله سبحانه وتعالى الذى خلق البشر وكرمهم وفضلهم على جميع المخلوقات ورسم لهم المنهج الذين يسيرون عليه
- إذن فالإسلام كان سباقا إلى تقرير حقوق الإنسان . ولعل القارئ للقرآن الكريم سيجد الكثير من الآيات التى تقرر حقوق الإنسان على أكمل وجه
- لقد خلص الكثير من العلماء إلى أن الشريعة إنما جاءت لتحقيق مصالح العباد فى الدنيا والآخرة . وحمايتهم من المفاسد .
وقد إتفق الجميع على أن هذه المصالح لا تتحقق إلا بخمس أشياء وهى
حفظ ( الدين . والنفس . العقل . النسل . المال )
وهنا سنحاول تسليط الضوء على هذه الضرورات الخمس.
[size=32]أولاً : - حفظ الدين وحق التدين
فالدين الصحيح الحق مصلحة ضرورية للإنسان. لأن الدين هو ما ينظم علاقة الإنسان بربه . وعلاقتهم نفسه ومع الناس
ولا شك أن الدين الإسلامي هو الدين الحق لقول ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
" إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ " آل عمران 19
- وقد شرع الإسلام أحكام الدين وأركانه . وبين أنواع العبادات وكيفيتها. لتنمية الدين فى النفوس وإيجاد أثره فى الحياة والمجتمع . وأجب الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة
ومن أجل حفظ الدين ورعاية شرع الجهاد .
قال تعالى " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ " البقرة 193
- ومن هذ يتضح لنا أن حرية التدين أو العقيدة من أهم حقوق الإنسان ولذلك قرض الجهاد للدفاع وصيانة الدين وحرية الإعتقاد .
ولذلك نص القرآن صراحة على حرية العقيدة . فقال تعالى
" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " البقرة 256
[size=32]ثانياً : - حفظ النفس [/size]
لقد شرع الإسلام الزواج لحفظ النفس وضمان البقاء الانسانى.
وشرع لحفظ النفس وحمايتها وعدم الاعتداء عليها وجوب تناول الطعام والشراب واللباس
وأوجب أيضا القصاص والدية وحرم الإجهاض والوأد وذلك للحفاظ على النفس وحق الحياة
وحرم الإسلام الانتحار . وأعطى للمريض والحامل والمرضع رخصا للتخفيف عنهما فى العبادات
وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بحفظ النفس كما جاء في الحديث الصحيح
" كل المسلم على المسلم حرام. دمه وماله وعرضه " رواه مسلم
[size=32]ثالثاً : - حفظ العقل وحق التفكير [/size]
شرع الإسلام أحكاما للحفاظ على العقل بإعتباره مناط التكريم والتفصيل للإنسان
فحرم الخمر وجميع المسكرات التى تضر العقل وسائر الجسم
والإسلام جعل من التفكير فريضة دينية لإعمال العقل وحقه على الانطلاق والعمل والنظر والتفكر فى الكون والحياة
[size=32]رابعاً : - حفظ العرض والنسل [/size]
لقد شرع الإسلام للحفاظ على النسل والعرض الكثير من الأحكام . ومنها
غض البصر .. ومنع القذف والإساءة للعرض
وحد القذف إنفرد به الإسلام سواء فى العالم القديم او الحديث
ومن تلك الأحكام التى تحافظ على العرض حد الزنا . وتحريم البنى للحفاظ على نسب الطفل .
[size=32]خامساً : - حفظ المال[/size]
قد أقر القرآن الكريم حق التملك
فقال تعالى مقررا مشروعية الملكية
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا " النساء 29
- وأمر الله بالبعد عن أكل مال الغير بالباطل. فقال تعالى
" وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ " البقرة 188
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ الدماء والأعراض والأموال .. فقال فى الحديث الصحيح
" إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ..."
فهل بعد هذه الأحكام والأمور التى شرعها الإسلام لازلنا نحتاج لوثائق وجمعيات حقوق الإنسان
[size=32]والله لو إلتزامنا بديننا وأحكامه لن يكون هناك حق مهدر ولا كرامة تهان[/size][/size]